أعراض سرطان الثدي وطرق الكشف

كيف تعرفين أنك مصابة بسرطان الثدي؟

يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم. ورغم أن هذا المرض قد يكون صامتًا في مراحله المبكرة، إلا أن هناك علامات وأعراض قد تشير إلى وجوده. من المهم أن تكون المرأة على دراية تامة بهذه الأعراض وأن تقوم بالفحص المبكر لتجنب تفشي المرض في الجسم. في هذا المقال، سوف نتناول الأعراض المختلفة التي قد تشير إلى الإصابة بسرطان الثدي، والعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، وكيفية تشخيص المرض وتحديد أفضل الطرق للوقاية منه.

1. الفحص الذاتي للثدي: خطوة أولى في الاكتشاف

تُعدّ الفحوصات الذاتية للثدي أداة هامة في اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة. ينصح الأطباء أن تقوم المرأة بفحص ثدييها بشكل دوري للبحث عن أي تغييرات قد تحدث فيهما. يمكن أن تشمل التغيرات التي قد تشير إلى وجود مشكلة ما ما يلي:

• كتلة جديدة أو غير مألوفة في الثدي: يعتبر وجود كتلة جديدة في الثدي من أكثر العلامات شيوعًا التي تشير إلى احتمال الإصابة بسرطان الثدي. هذه الكتل يمكن أن تكون غير مؤلمة أو مؤلمة. الكتل التي تنمو بسرعة، أو تلك التي تكون غير منتظمة الشكل، تستدعي اهتمامًا خاصًا.

• تغيرات في حجم الثدي أو شكله: إذا لاحظت المرأة تغيرات في حجم أو شكل أحد الثديين أو كليهما، مثل انتفاخ أو انكماش غير طبيعي، فهذا قد يكون إشارة إلى مشكلة صحية.

• إفرازات غير طبيعية من الحلمة: إذا كانت الحلمة تفرز سائلًا غير طبيعي، خاصة إذا كان الدموي، فهذا قد يشير إلى وجود ورم أو خلل في الأنسجة.

2. التغيرات في الجلد أو الحلمة

التغيرات الجلدية في منطقة الثدي قد تكون مؤشرًا آخر على الإصابة بسرطان الثدي:

• التورم أو الاحمرار: قد يظهر في الثدي تورم غير مبرر أو احمرار في الجلد، الذي يمكن أن يكون مشابهًا لعلامات التهاب.

• التجاعيد أو تقشر الجلد: في بعض الحالات، قد يصبح الجلد الذي يغطي الثدي مشدودًا أو مغطى بالتجاعيد. هذه التغيرات قد تشير إلى اضطراب في الأنسجة تحت الجلد.

• تراجع الحلمة (انكماش الحلمة): يمكن أن يحدث انكماش أو تراجع في الحلمة إلى داخل الثدي، وهو أمر غير طبيعي يتطلب تقييمًا طبيًا فوريًا.

3. الألم في الثدي

من المعتاد أن تشعر المرأة بألم في ثدييها خلال فترات معينة من الدورة الشهرية، ولكن إذا كان الألم مستمرًا أو غير مرتبط بالدورة الشهرية، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود مشكلة. سرطان الثدي لا يسبب عادةً ألمًا، لكن في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالألم في منطقة الثدي أو حول الحلمة.

4. الفحوصات الطبية: دور الأشعة والاختبارات الأخرى

إذا لاحظت المرأة أي من الأعراض السابقة، يجب عليها استشارة الطبيب على الفور. بمجرد أن يتم الكشف عن الأعراض، فإن الطبيب قد يوصي بعدد من الفحوصات لتحديد ما إذا كان هناك وجود للسرطان أو لا. وتشمل هذه الفحوصات:

• التصوير بالأشعة السينية للثدي (ماموجرام): يعد الماموجرام هو الفحص الأكثر شيوعًا للكشف المبكر عن سرطان الثدي. قد يكشف هذا الفحص عن كتل صغيرة أو تغيرات غير مرئية للعين المجردة.

• التصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند): يستخدم هذا الفحص لتقييم الكتل التي يتم اكتشافها في الماموجرام، خاصة إذا كان هناك شك في كون الكتلة عبارة عن تكيسات أو ورم صلب.

• خزعة (Biospy): إذا كانت النتائج تشير إلى وجود ورم مشكوك فيه، قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من الأنسجة لاختبارها في المختبر للتأكد من وجود خلايا سرطانية.

5. العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. بعض هذه العوامل لا يمكن التحكم بها، مثل العمر والجنس، بينما يمكن السيطرة على عوامل أخرى مثل نمط الحياة. تشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة:

• التاريخ العائلي: إذا كان هناك أفراد من العائلة (مثل الأم أو الأخت) مصابين بسرطان الثدي، فإن المرأة قد تكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

• العمر: كلما تقدمت المرأة في السن، كلما زادت فرص إصابتها بسرطان الثدي.

• العوامل الهرمونية: النساء اللواتي يتعرضن لمستويات مرتفعة من الهرمونات الأنثوية لفترات طويلة، مثل بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة أو تأخر انقطاع الطمث، قد يكن أكثر عرضة للإصابة.

• العوامل الوراثية: وجود طفرات وراثية معينة، مثل الطفرات في جينات BRCA1 و BRCA2، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير.

• الوزن ونمط الحياة: السمنة، وعدم ممارسة النشاط البدني، والتغذية غير الصحية يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.

6. الوقاية والكشف المبكر

على الرغم من أن هناك بعض العوامل التي لا يمكن تجنبها، إلا أن هناك خطوات يمكن أن تتخذها النساء للوقاية من سرطان الثدي والكشف المبكر عنه:

• الفحص المنتظم: من خلال الفحص الذاتي للثدي والتقيد بالمواعيد المنتظمة للفحص السريري بواسطة الطبيب أو إجراء الماموجرام، يمكن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح.

• الحفاظ على وزن صحي: تعد المحافظة على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الطرق الهامة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

• تجنب الكحول والتدخين: يعتبر التوقف عن التدخين وتجنب شرب الكحول بشكل مفرط من الطرق الفعالة لتقليل المخاطر الصحية بشكل عام.

• الرضاعة الطبيعية: تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعيًا قد يكون لديهن خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي.

7. الطرق العلاجية المتاحة

عند تشخيص سرطان الثدي، هناك عدة طرق علاجية يمكن أن يتبعها المريض وفقًا لدرجة انتشار المرض ومرحلة تطوره:

• الجراحة: قد تكون الجراحة الخيار الأول، حيث يتم إزالة الورم أو الثدي بالكامل في بعض الحالات.

• العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الورم قبل الجراحة.

• العلاج الإشعاعي: يمكن استخدام العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.

• العلاج الهرموني: إذا كان السرطان مرتبطًا بمستويات معينة من الهرمونات، يمكن استخدام العلاج الهرموني لتقليل مستوى هذه الهرمونات في الجسم.

• العلاج المناعي والعلاج المستهدف: هناك بعض العلاجات الحديثة التي تركز على تعزيز جهاز المناعة لمحاربة السرطان أو استهداف الخلايا السرطانية بشكل مباشر.

8. خاتمة

يعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي أمرًا بالغ الأهمية في تحسين فرص الشفاء. لذلك، ينبغي على كل امرأة أن تكون على دراية بالأعراض والعوامل التي قد تشير إلى وجود مشكلة صحية، وأن تتبع أساليب الوقاية الموصى بها. القيام بالفحص الذاتي بانتظام، وزيارة الطبيب للفحص السريري، والالتزام بالفحوصات الطبية المناسبة، جميعها تساهم في تقليل المخاطر وتحسين نتائج العلاج.